تعرض عمال عرب للضرب الشديد في من مئات الملثمين في كازاخستان بسبب صورة فتاة (فيديوهات وصور)

29 أكتوبر 2023
ضرب عمال عرب بسبب فتاة

تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية مقاطع فيديو تظهر هجوماً جماعياً عنيفاً على أشخاص قيل أنهم عمّال عرب بينهم أردنيون ولبنانيون وفلسطينيون في شركة “اتحاد المقاولين” في كازاخستان.

وتظهر الفيديوهات لحظات تعرّض عدد من المهندسين والعمال العرب للضرب بطريقة وحشية من مئات الكازاخين الملثمين  مما أدى إلى إصابة 30 شخص بجروح و نقل بعضهم للمستشفيات.

وقال الناشطون إن سبب الاعتداء على العمال العرب يعود لصورة، نشرها المهندس اللبناني (إيلي داوود) مع زميلته الكازاخية على “تويتر”، أثارت غضب زملائها من العمال الكازاخيين الذين اعتبروها إهانة وإساءة لهم  لبلدهم.

صورة الشاب اللبناني مع فتاة من كازاخستان

بينما اعتبر آخرون أن الصورة غير مسيئة والفتاة الكازاخية تصورت بإرادتها ولم تُجبر على شيء.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للبناني ايلي داوود، الذي كان السبب وراء الواقعة، قدم فيه اعتذارا من شعب كازاخستان عن أي إساءة قد يكون تسبب بها لزميلته في العمل، مشدداً على أن الصورة التي تم التقاطها لم تكن بهدف الإساءة على الإطلاق.

ردود فعل عربية رسمية :

قال الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، إن الوزارة تتابع من خلال السفارة في نور سلطان، حادثة الاعتداء على مجموعة من المهندسين العرب بينهم أردنيون في كازاخستان.

وأوضح القضاة، اليوم السبت، أن السفير الأردني في كازاخستان ومنذ ورود أنباء الاعتداء، والتي وقعت بمخيم شركة “المقاولون المتحدون” (CCC) في مدينة تنجيز، والتي تبعد عن العاصمة نور سلطان نحو 2200 كيلومتر، طلب بصورة رسمية من السلطات المختصة في كازاخستان اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية الأمنية الفورية للمواطنين الأردنيين هناك.

وأكد الناطق الرسمي أن السلطات هناك تجاوبت مع طلب السفارة الأردنية، وأن الأمور أصبحت تحت سيطرة الأمن، مشيرا إلى أنه تم العمل على نقل كافة المواطنين من تلك المنطقة إلى منطقة أتراو قرب مركز المحافظة.

كما  أجرى وزير الدفاع اللبناني اتصالا بنظيره الكازاخي، عبر فيه عن استنكار لبنان للحادث الذي شهدته كازاخستان واستهدف لبنانيّين وعدداً من العرب، كما طلب من نظيره أخذ جميع الإجراءات لحماية الجالية اللبنانية في كازاخستان، كما اطمأن على حالة اللبنانيّين الذين أصيبوا في الهجوم.

وأصدرت الخارجية الفلسطينية، اليوم السبت، بيانا، علقت فيه على الأحداث الأخيرة في كازاخستان التي أصيب فيها عدد من المواطنين العرب.

وطمأنت وزارة الخارجية مواطنيها في كل أماكن تواجدهم أن المهندسين والعمال، في مواقع البترول التابعة لشركة “سي سي سي” الفلسطينية – اللبنانية في جمهورية كازاخستان بخير وأمان.

وفي السياق نفسه، تدخل سفير دولة فلسطين في كازاخستان، منتصر أبو زيد، بتعليمات مباشرة من وزير الخارجية رياض المالكي، لتوفير الحماية للمهندسين والعمال الفلسطينيين والعرب، والآخرين من جنسيات أخرى، العاملين في ذلك الموقع.

وأفادت الخارجية بأن السفير أبو زيد تمكن من خلال تحركاته المباشرة وعلاقاته من استجلاب قوات التدخل السريع في الجيش الكازاخستاني لتوفير الحماية للعمال المعتدى عليهم، وتمكن من نقلهم أولا لمكان مؤقت، ومن ثم نقلهم لقاعدة عسكرية لحين استكمال الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار الحادث، بما في ذلك نقلهم لأماكن إقامة منفصلة عن أماكن إقامة العمال الكازاخستانيين.

وأكدت الخارجية أن السفارة تنتظر نتائج تحقيق السلطات الكازاخستانية لمحاسبة المسؤولين على فعلتهم، مشيرة إلى أن السفير سيطالب بتوفير الأمن في أماكن العمل و بضمانة الحكومة الكازاخستانية.

ردة فعل كازاخستان الرسمية:

من جانبه أعلن رئيس مقاطعة أتيراو بجمهورية كازاخستان، نورلان نوغايف” أن سبب الشجار الجماعي بين العمال المحليين والأجانب الذي وقع في حقل تينغيز للنفط والغاز يعود الاختلافات بين ظروف العمل.

وقال في لقائه مع قيادة شركة “تينغيز شيفرويل” التي تستخدم هذا الحقل: “ظهرت هذه المشكلة بسبب ظروف العمل المختلفة، هذه هي المسألة النظامية، التي يجب أن تحلها رئاسة هذه الشركة والشركات الأخرى”.

وأضاف: “يجب على المستثمرين أن يفهموا ضرورة مراعاة قوانين الدولة التي يعملون فيها، بالإضافة إلى مراعاة القيم الأخلاقية وعدم إهانة كرامة أحد”.

من جانبها أكدت المديرة التنفيذية لشركة “تينغيز شيفرويل”، إيمير بونير، أن شركتها ستعمل ما بوسعها لتسوية هذا الوضع ومنع تكراره لاحقا. كما شكرت السلطات وقوات الأمن المحلية للمساعدة في التسوية السريعة لما جرى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.