مصر: فتح غطاء تابوت الإسكندرية والعثور بداخله على شيء عجيب
تمكن فريق المرممين المشرف على فتح تابوت الإسكندرية من فتح التابوت بحضور الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، حيث قام الفريق بعملية رفع الغطاء، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقال مصدر مقرب من الفريق الأثري إنه تم فتح غطاء التابوت بداية بنحو 5 سنتيمترات، مشيرًا إلى أن الأثريين انتظروا لمدة لمدة ساعتين لتهوية التابوت بسبب الرائحة الكريهة التي انبعثت منه ، قبل رفع المكتشفات المتوقعة.
و بعد فتح التابوت عثر الفريق الفني على سائل أحمر غريب بداخله. وسارع المختصين بعد العثور على السائل، إلى أخذ عينات منه بواسطة معدات لإزالة المياه، لتحليله والكشف عن مكوناته.
و بعد فتح غطاء التابوت بشكل كامل من قبل وزارة الآثار المصرية ، أكد متخصص في دراسة المومياوات والهياكل العظمية شعبان عبد المنعم، أن المعاينة المبدئية للهياكل العظمية تشير إلي أنها في أغلب الظن تخص ثلاثة ضباط أو عساكر في الجيش، حيث وجد بجمجمة أحد الهياكل العظمية آثار ضربة بالسهم.
وقال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنه سوف يتم نقل هذه الهياكل المكتشفة داخل التابوت إلى مخزن آثار متحف الأسكندرية القومي للترميم والدراسة لمعرفة المزيد عن الهياكل العظمية، وسبب الوفاة والحقبة التاريخية التي ترجع إليها الهياكل العظمية.
وعثر فريق من علماء المجلس الأعلى للآثار على التابوت الحجري الضخم مدفونة على عمق يزيد على 16 قدما تحت سطح الأرض، إلى جانب تمثال رأس ضخم من المرمر، يحتمل أن يكون للرجل الذي يملك القبر، وذلك أثناء تفقد قطعة أرض قبل بدء الحفر لإنشاء مبنى في شارع الكرملي في الإسكندرية .
ويقول الخبراء إن التابوت القديم لم يُمس منذ دفنه خلال العصر البطلمي، الذي استمر 300 عام تقريبا، من 332 إلى 30 قبل الميلاد، أي أن عمر التابوت و الموقع أكثر من ألفي سنة .
العصر البطلمي في مصر (332 ق.م – 30 ق.م)
العصر البطلمي يُشير إلى الفترة التي حكمت فيها أسرة البطالمة مصر بعد فتحها من قِبل الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م. استمر هذا العصر حوالي 300 عام وانتهى مع انتحار الملكة كليوباترا السابعة وضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية.
أبرز ملامح العصر البطلمي:
1. تأسيس الدولة البطلمية:
- بدأ العصر البطلمي بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م.
- قُسِّمت إمبراطورية الإسكندر بين قادته، وحصل بطليموس الأول على مصر.
- أسس بطليموس الأول (بطليموس سوتر) حكم البطالمة في مصر، وأعلن نفسه ملكًا عام 305 ق.م.
2. السياسة والإدارة:
- تبنّى البطالمة نظام حكم مركزي قوي معتمدين على البيروقراطية المصرية القديمة.
- حافظوا على الهياكل الإدارية والاقتصادية الموجودة، مع إضافة عناصر يونانية.
- كانوا يسيطرون على الاقتصاد، وخاصة الزراعة والتجارة، وكان نظام الضرائب شديد التنظيم.
3. الثقافة والتأثيرات الحضارية:
- العصر البطلمي شهد تمازجًا بين الثقافتين اليونانية والمصرية.
- البطالمة تبنّوا بعض تقاليد الفراعنة، مثل تقديسهم كآلهة وحضورهم في الطقوس الدينية المصرية.
- اللغة الإغريقية أصبحت لغة الإدارة والثقافة، بينما استمرت اللغة المصرية القديمة بين العامة.
4. الإنجازات العلمية والثقافية:
- تأسيس مكتبة الإسكندرية الشهيرة، التي كانت مركزًا للعلم والمعرفة في العالم القديم.
- بناء منارة الإسكندرية، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.
- دعم الفنون، الفلسفة، والعلوم من خلال جذب العلماء والمفكرين من أنحاء العالم.
5. الاقتصاد والتجارة:
- ازدهرت التجارة خلال العصر البطلمي، حيث كانت مصر مركزًا تجاريًا بين العالمين اليوناني والشرقي.
- استخدمت الإسكندرية كميناء رئيسي للتجارة، ما جعلها واحدة من أغنى المدن في العالم القديم.
6. كليوباترا السابعة (51 ق.م – 30 ق.م):
- آخر حكام البطالمة وأكثرهم شهرة.
- اشتهرت بتحالفاتها السياسية مع يوليوس قيصر ومارك انطوني في محاولة للحفاظ على استقلال مصر.
- انتهى العصر البطلمي بضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية بعد معركة أكتيوم انتحار كليوباترا.
نهاية العصر البطلمي:
- بعد هزيمة قوات كليوباترا ومارك انطوني في معركة أكتيوم عام 31 ق.م، أصبحت مصر ولاية رومانية.
- انتحرت كليوباترا في 30 ق.م، منهية حكم البطالمة وبداية الحكم الروماني.
أهمية العصر البطلمي:
- يعتبر العصر البطلمي فترة ازدهار ثقافي واقتصادي رغم النزاعات السياسية.
- ساهم في نقل الثقافة اليونانية إلى مصر وفي نفس الوقت الحفاظ على العديد من التقاليد المصرية.
- شكل مرحلة انتقالية هامة بين مصر الفرعونية والعصور الرومانية.
