هل ندم عمر السومة لأنه لعب مع المنتخب ، و هل سيلعب مع مانشستر سيتي، هذا ماقاله في آخر لقاء صحفي.
لقاء صحفي صريح و شفاف أجرته جريدة الأيام مع النجم عمر السومة، تحدث به عن حظوظ و أحوال المنتخب السوري و قصة تجنيسه بأحد دول الخليج ، و العروض التي أتته من أندية أوروبية، و علاقته بالمسؤولين الرياضين بسوريا وإدارة المنتخب واللاعبين و الدوري السعودي و النادي الأهلي و الكثير من المواضيع الحساسة الأخرى.
كيف ترى حظوظ المنتخب السوري مع أستراليا..؟
حظوظنا جيدة باعتقادي، خصوصاً بعد جرعة التعادل مع إيران، التي منحت المنتخب حالة من الاندفاع لتحقيق ماهو أفضل بكثير، ومنتخب أستراليا ليس بأفضل حالاته الفنية، وإن شاء الله ستكون الأمور طيبة وإيجابية، ونرضي الشعب السوري والجماهير السورية بشكل عام.
هدفك الذي سجلته على إيران، أسعد الملايين وأعاد الأمل للمنتخب السوري لكي يتابع مشواره في التصفيات، هل كنت تتوقع التسجيل، وما شعورك بعد أن سجلت الهدف الأغلى..؟
لم أفقد الأمل في التسجيل مطلقاً، وكنت أحاول انتهاز أي فرصة للإفلات من الرقابة والتسجيل، وأنا أعرف الفرق الإيرانية جيداً، سجلت عليها جميعاً، وهذا أول هدف لي بمنتخبهم، حارسهم صعب، لكنني سجلت هدفاً سيذكره ويتذكره الإيرانيون طويلاً، وهو توفيق من الله وبمساعدة زملائي.
وشعوري فعلاً لايوصف، ولا أستطيع أن أعبر لكم عن تلك اللحظة، فقد عبرت في مخيلتي صورة الملايين وهي تهتف وتفرح وتبكي، وزادتني الصورة حماساً.
ما قصتك مع الفرق الإيرانية، سجلت على كل الفرق التي قابلها فريقك وها أنت تسجل مع منتخب بلادك ضد المنتخب الإيراني..؟
“يضحك” التهديف مهنتي، وهذا توفيق من الله، وفي كل مباراة يكون همي التسجيل في مرمى أي فريق ألعب ضده، ولكن التسجيل في مرمى فرق ومنتخبات كبيرة له طعم آخر.
لا فائدة
بحضورك قطعت كل الشكوك التي دارت حول مشاركتك للمنتخب، هل تعتقد أنك تأخرت في الالتحاق، وماذا تقول اليوم، وعلى من الحق في هذا الموضوع..؟
لاتفيد العودة في الموضوع إلى الوراء، المهم في النهاية ها أنا مع منتخب بلادي، وهو خيار من ربّ العالمين، والحمد لله كانت مشاركتي إيجابية واستطعت تقديم مابوسعي للمنتخب، وعلينا أن نفتح صفحة جديدة أتمنى أن تكون أكثر فائدة.
لو شاركت مبكراً مع المنتخب، هل كنّا سنحسم التأهل مبكراً للمونديال..؟
لايمكن أن أجزم في هذا الموضوع، فكل الموجودين خير وبركة، وأنا فرد منهم، وهذا كله توفيق من الله.
البعض كان يتمنى أن يراك أكثر فاعلية وتحركاً في مباراتي “قطر وإيران” ماذا ترد على هؤلاء..؟
عملت مابوسعي في المباراتين، ونفذت تعليمات المدرب بدقة في أرض الملعب وفق التكتيك المرسوم للمباراتين، مع قطر فُرضت رقابة صارمة عليّ وساهمت لإفساح المجال لغيري كي يسجل، ومررت أكثر من كرة فاعلة، ومع إيران لم أقصر، مررت وسجلت، وهذه كرة القدم لعبة جماعية، وليست للاعب واحد فقط.
عانيت من ردود أفعال الجماهير حول عودتك للمنتخب مابين مؤيد ومعارض، ما ردك..؟
لست نادماً على عمل قمت به، فعلت ما يحتم علي الواجب فعله، وردود الأفعال شيء طبيعي بين الناس، وأي شخص هناك أناس معه وآخرون ضده، ولن أبالي، لأنني أعمل المهم الذي يجعلني في الفورمة، لكي أبقى بمستواي، ولا ألتفت لما يقال.
هل كنت تتابع المنتخب قبل أن تلتحق به، وهل كنت تتوقع أن يصل إلى هذا المكان في التصفيات رغم ماتمر به البلاد..؟
بالتأكيد كنت أتابعه كثيراً، وكل هؤلاء اللاعبين أعرفهم جيداً وسبق أن لعبت معهم منذ عام 2006، وهم الأكفأ والأجدر، ولدي ثقة كبيرة بهم، فهم يمتلكون مهارات عالية، وثقتي بهم كبيرة جداً، والكادر الفني والإداري، وكنت واثقاً من أنهم سيفعلون شيئاً في التصفيات.
برأيك.. ماذا يحتاج المنتخب ليكون بصورة أفضل مما ظهر عليه في التصفيات..؟
منتخبنا لايحتاج شيئاً، ولكن أنت ترى الظروف التي يمرّ بها البلد، وكل لاعب لديه أكثر من مشكلة في حياته، ومع ذلك يتجاوزها ويقدم ما بوسعه للمنتخب، والحمد لله يستطيع أن يقدم لناديه ولمنتخب، و باعتقادي أن القائمين على المنتخب يدركون ما يحتاجه بصورة أفضل، ولا أعتقد أن أحداً بإمكانه أن يفعل شيئاً، ولم يقدمه.
الاحتراف هو السبب!
هناك من يقول إن المنتخب يحتاج لمدرب أكثر حنكة من المدرب الحالي أيمن الحكيم..؟
لا أعتقد ذلك أبداً، والحكيم فعل ما بوسعه، وانظر إلى النتائج وهي التي تشهد له بذلك.
وجود اللاعبين للاحتراف خارج سورية.. هل أفاد الكرة السورية أم أفاد اللاعب فقط..؟
بالتأكيد أفاد الاثنين معاً، والاحتراف أكبر سبب لتأهلنا للملحق في المونديال، ولو لم يكن لاعبونا محترفون في الخارج لما أصبح لديهم هذه الخبرة التي جاءت من الاحتكاك بمدارس تدريبية مختلفة ونجوم كثر، وربّ ضارة نافعة، وسابقاً لم يكن لدينا سوى لاعب أو اثنين محترفين في الخارج، أما اليوم فهناك عدد كبير يمثلون أنديتهم والكرة السورية، ويقدمون مستويات عالية، وبالتالي يعكسون هذا على وضع المنتخب الذي تطور بشكل ملحوظ وبشهادة الجميع، وأظن أن هذا هو أفضل منتخب يمر على الكرة السورية، مع احترامي لكل المنتخبات السابقة.
بعض النقاد تحدثوا عن أن المدرب لم يحشد الإمكانات من أجل أن يقدم السومة مالديه، فهو يحتاج للتمويل من خط الوسط بشكل أكبر، وكما يحدث معك في ناديك الأهلي..؟
بالعكس جاءتني فرص عديدة خاصة في مباراتنا مع قطر، ولم أوفق فيها ولكن كنت أفتح المجال واسعاً لزملائي كي ينطلقوا ويهددوا ويسجلو.
صحيح ماتقول.. ولكن هل كان هناك تعاون من اللاعبين في التمرير معك، وهل كان هناك تركيز من المدرب لأجلك..؟
نحن فريق واحد، ومن المؤكد أن يكون هناك تعاون في الملعب مع بعضنا البعض، ولو لم نتعاون لما نجحنا في تقديم هذه الصورة والوصول لهذه المرحلة.
سماسرة
هل أتتك عروض للعب من أندية أوروبية كبيرة في إنكلترا وإسبانيا، مثل مانشستر أو غيره، وهل كانت تلبيتك الدعوة للمنتخب من أجل الالتحاق بأحد هذه الأندية..؟
في الأول لم تأتني عروض للعب في أوروبا بشكل رسمي مطلقاً، وفخر للاعب أن يلعب مع هكذا أندية كبيرة كالتي تقول، ولكن الحقيقة غير ذلك، وما قدم لي هي عروض من أندية متواضعة جداً، لا أقبل اللعب معها في الأصل، وعن طريق سماسرة فقط، وليس بشكل رسمي.
كثر الحديث في فترة سابقة عن تجنيسك في السعودية ما حقيقة هذا الموضوع..؟
للأسف كل ماتم طرحه هو مجرد حديث أيضاً، وفبركات إعلامية ليست صحيحة، لم يطلب مني أحد التجنيس في السعودية ولا في غيرها، والسعودية لديها لاعبون كبار ونجوم، ولا تتوقف مسيرتها الرياضية على لاعب واحد، ولكن مايحدث أنهم يسألونني عن التجنيس وأرد بدبلوماسية مطلوبة حتى لايزعل أحد مني.
هناك من تحدث عن انتقالك للأهلي المصري ماصحة هذا الخبر..؟
هذا الكلام يسعدني بالطبع، وكل لاعب يفتخر بوجوده في القلعة الحمراء، وهو ناد كبير ومتميز في كل شيء، وأنا لايوجد لدي أي مشكلة، ففي النهاية أنا لاعب محترف، ولكن بصراحة لم يتقدم لي أحد بهذا العرض، وهي مجرد إشاعة.
مارأيك بقرار القيادة الرياضية في مصر باعتبار اللاعب السوري لاعباً محلياً..؟
قرار إيجابي وخطوة موفقة تفيد اللاعب كثيراً، وبشكل عام بات اللاعب السوري مرغوباً في دوريات كثيرة، نظراً لمستواه المتميز، وأتمنى أن يأخذ اللاعب حقه، ويقدم مستواه المتميز، ويعطي انطباعاً جيداً عن الكرة السورية.
هل يعيش السومة أحلى أيامه مع الأهلي السعودي، ومع منتخب بلاده..؟
بالتأكيد، فما قدمته مع الأهلي، تعرفونه، وقد حققت له مع رفاقي الكثير، وإن شاء الله لن تدخر جهداً في تقديم الأكثر، أما مع منتخب بلادي، فمهما عملت سأبقى مقصراً، وأحمد الله الذي وفقني لما عملته في المباراتين السابقتين مع قطر وإيران في التصفيات المونديالية، وعسى أن أستطيع أن أقدم له المزيد، وأعيد الفرحة للجماهير السورية المتعطشة للفرح.
ماذا أضاف لك الدوري السعودي عندما انتقلت إليه..؟
بعد أربع سنوات قضيتها مع الأهلي السعودي اعتبرها نقلة نوعية في حياتي الاحترافية، واستطاعت إثبات الوجود كهداف له والدوري السعودي الذي اعتبره من أفضل الدوريات العربية، واللعب فيه يتيح للاعب التألق والشهرة واكتساب الخبرة، والدوري القوي يمنح اللاعب الخبرة والحافز على تقديم مستوى أفضل، وحصلت هنا على كل شيء، وأطمح دائماً لتقديم الأفضل من خلاله.
هل تطمح للمنافسة على لقب أفضل لاعب آسيوي..؟
هذا طموح كل لاعب، ووجودي بين أفضل لاعبي القارة الآسيوية يزيدني مسؤولية أكبر، وما يهمني في البداية أن أقدم مع فريقي الأهلي ما أستطيع وأن نسير قدماً في البطولة الآسيوية، وأن أحقق مع منتخب بلادي نقلة نوعية في الوصول لمونديال روسيا، وحينها سيأتي كل شيء، وكل شيء بوقته حلو.
ليست النهاية!
ماذا تقول عن ناديك الفتوة الذي هبط للدرجة الأدنى..؟
كل الفرق لعبت على أرضها وبين جماهيرها، إلّا الفتوة فقد لعب خارج أرضه وعانى ما عانى من النزوح، والإرهاق والنوم تحت المدرجات، ناهيك عن قلة الموارد المتوفرة له، لذلك ومهما قدم الفريق فهو جيد بالنسبة له، وهبوطه لايعني نهاية، فلكل فارس كبوة، والفتوة سيعود بقوة إن شاء الله، ولا خوف عليه، وسيبقى زاخراً بالنجوم.
ماذا تقول لزملائك لاعبي الفتوة..؟
نصف اللاعبين الموجودين لا نعرفهم لأنهم جدد، والبركة فيهم، و بالمجمل أقول لجميع اللاعبين، ضعوا مصلحة البلد نصب أعينكم أولاً والعبوا للفريق، الفريق قادر على العودة لمكانه الطبيعي بين الكبار.
هناك من يتهمك بعدم الوفاء لناديك الفتوة ولم تقدم له يد المساعدة وقت الحاجة..؟
بالعكس لم أقصر أبداً مع ناديَّ، قد يكون لم أقدم للنادي كنادٍ، لأنني لا أعرف الإدارات المتعاقبة، ولكن خلال أربع سنوات الماضية لم أقصر مع أي لاعب بتاتاً، وقدمت لهم ما أستطيع من دون ذكر التفاصيل.
كلمة في الختام..؟
أطلب من الجميع أن يدعوا لنا بالتوفيق في المباريات القادمة، وسنعمل ما بوسعنا لإسعاد هذا الجمهور المحب لكرة القدم.
“صحيفة الأيام ”