دعاء ليلة النصف من شعبان وفضل الدعاء بها من القرآن الكريم
أعلنت معظم البلاد الإسلامية والعربية أن مغرب السبت (24 فبراير 2024) سيكون بداية ليلة النصف من شعبان، والتي ستنتهي فجر يوم الأحد.
وقالت دار الإفتاء المصرية أن تلك الليلة مباركة، يستجيب فيها المولى الدعاء، فأكثروا من الاستغفار والدعاء والصلاة على الحبيب، ولمن أراد الصيام، فالصيام يوم الأحد.
وأجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال “هل أعمال العباد ترفع ليلة النصف من شعبان أو خلال الشهر كله؟”، بأن النبي عليه السلام كان كثير الصيام في شهر شعبان، وعندما سؤل عن سبب إكثاره من الصيام هذا الشهر، أجاب “أنه شهر ترفع فيه الأعمال، وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم”، وهو شهر يغفل فيه الناس بين رجب ورمضان.
وأشارت أن تلك الليلة مباركة، ومستحب أن يحييها الإنسان بالعبادة، فهي من أيام النفحات، فكما قال الحديث الصحيح عن تلك الليلة “أن المولى عز وجل يطلع فيها على عباده فيغفر لهم إلا المشرك والمشاحن”، كما أثبتت دار الإفتاء المصرية مشروعية إحياء الليلة عند السلف، عند جمهور العلماء، كما ذكر الإمام الشافعي، أن الدعاء مستجاب في 5 ليالِ منها ليلة النصف من شعبان.
ما حكم الاحتفالِ بليلة النصف من شعبان وقيامِ ليلها وصيامِ نهارها؟
الاحتفالُ بِلَيْلَةِ النصف مِن شهر شعبان المبارك مشروعٌ على جهة الاستحباب، وقد رغَّبَ الشرع الشريف في إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، وقد دَرَجَ على إحياء هذه الليلة والاحتفال بها المسلمون سلفًا وخلفًا عبر القرون من غير نكير.
ولا يؤثر في ثبوت فضل هذه الليلة ما يُثَار حولها من ادعاءات المتشددين القائلين بأنها بدعة، ولا يجوز الالتفات إلى مثل آرائهم الفاسدة؛ فإنها مردودة بالأحاديث المأثورة، وأقوال أئمة الأمة، وعملها المستقِر الثابت، وَما تقرر في قواعد الشرع أنَّ مَن عَلِم حجةٌ على مَنْ لم يعلم.
ما حكم تسمية ليلة النصف من شعبان بـ«ليلة البراءة»؟
قالت دار الإفتاء المصرية إنه لا مانع شرعًا من تسمية ليلة النصف من شعبان بـ«ليلة البراءة» أو «القدر» أو «الغفران»، وأن المعنى المراد من ذلك أنها ليلة يقدر فيها الخير والرزق ويُغفر فيها الذنب.
ما هو دعاء ليلة النصف من شعبان؟
«اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ.. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ؛ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾.. إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ.. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».
ما حكم صيام يوم النصف من شعبان؟
يقول الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأيام البيض لشهر شعبا من يوم 13 شعبان وحتى 15 شعبان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على صيام الأيام الثلاثة.
ونشرت صفحة دار الإفتاء بأنه يجوز صيام التطوع في أي وقت من العام عدا الأيام المنهي الصوم فيها مثل العيدين، ويجوز شرعًا صيام التطوّع في شهري رجب وشعبان.
ما ورد من أحاديث في فضل ليلة النصف من شعبان؟
يبحث الكثيرون حول فضل ليلة النصف من شعبان، وأسرار تلك الليلة، وما ورد من أحاديث نبوية في فضلها، ونشر موقع دار الإفتاء الأحاديث النبوية الواردة في ليلة النصف من شعبان وفضلها.
كيف أقيم ليلة النصف من شعبان 2024؟
انتشرت الكثير من الأسئلة عن ماذا افعل ليلة النصف من شعبان؟ أو كيف أقيم ليلة النصف من شعبان؟ أو ما هي الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان؟
ونشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها على موقع يوتيوب مقطع فيديو يتحدث فيه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، تحت عنوان: «اعرف ما عليك فعله في ليلة النصف من شعبان».
ويقول الشيخ «عويضة» خلاله الفيديو عن فضل ليلة النصف من شعبان بأنها ليلة يغفر فيها الله سبحانه وتعالى للمستغفرين ويرحم سبحانه بفضله المسترحمين.
وأضاف أمين دار الفتوى إلى أن ليلة النصف من شعبان لها فضل ومكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، وشرح ما يجب فعله ليلة النصف من شعبان: فيها ندعوا فيها الله سبحانه بالمغفرة ونقرأ فيها القرآن ونقوم تلك الليلة ونستغفر الله فيها ونتصدق فيها، ويصوم نهارها.
وأكد أمين دار الفتوى على ترك المشاحنة والخصام في النصف من شعبان، مشيرًا إلى أن الله سبحانه يغفر في تلك الليلة لعباده إلا المشاحن قاطع الرحم والذي خاصم أخاه وأخته بحسب ما تشير الأحاديث النبوية.
الأدلة من القرآن على فضل ليلة النصف من شعبان
وأما الكتاب: فقد جاء في تفسير قول الله تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]: أنها ليلة النصف من شعبان؛ يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ كما نقل ذلك الإمام الطبري في «جامع البيان» (22/ 10، ط. مؤسسة الرسالة)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن العظيم» (10/ 3287، ط. مكتبة نزار)، والإمام القشيري في «لطائف الإشارات» (3/ 379، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب)، والإمام الكرماني في «غرائب التفسير» (2/ 1073، ط. دار القبلة)، والإمام البغوي في «معالم التنزيل» (4/ 172، ط. دار إحياء التراث)، وغيرهم من المفسرين.
الأدلة من السنة على فضل ليلة النصف من شعبان
وأما السنة النبوية: فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» أخرجه ابن ماجه في «السنن» واللفظ له، والفاكهي في «أخبار مكة»، وابن بشران في «أماليه»، والبيهقي في «شعب الإيمان».
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ» أخرجه ابن راهويه وأحمد في «المسند»، والترمذي وابن ماجه -واللفظ له- في «السنن»، والبيهقي في «شعب الإيمان».
وعنها أيضًا رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ» رواه الدارقطني في «غرائب مالك»، والخطيب في «الرواة عن مالك»، وابن الجوزي في «مثير العزم»، والديلمي في «الفردوس».
إلى غير ذلك من الأحاديث التي ذكرها الأئمة في مصنفاتهم؛ حتى إنهم أفردوا لها بالتصنيف أبوابًا مخصوصة في كتبهم؛ فبوب الترمذي وابن ماجه في «سننهما»: (باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان)، وبوَّب ابن أبي عاصم في «السنة»: (باب ذكر نزول ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، وَمَطْلَعِهِ إلى خلقه)، وبوَّب البيهقي في «فضائل الأوقات»، والبغوي في «شرح السنة»: (بَابٌ فِي فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ).
وأحاديث هذا الباب وإن كان في بعضها مقالٌ، إلا أنها في الجملة يقوِّي بعضُها بعضًا؛ لكثرة طرقها وتعدد رواتها؛ فيُحْتَجُّ بها؛ قال العلامة المباركفوري في «تحفة الأحوذي» (3/ 364-367، ط. دار الكتب العلمية): [باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.. فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء] اهـ.
أدعية مستجابة في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم ثلاثة من الأدعية المستجابة لثلاثة من الأنبياء، وهم: نبي الله أيوب، نبي الله يونس (ذا النون)، ونبي الله زكريا، وأعقب الله تلك الأدعية الثلاثة في القرآن الكريم بعبارة «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ»، وتلك الأدعية وردت في سورة واحدة هي سورة الأنبياء وجاءت متقاربة في ترتيبها في السورة لتصبح في صفحة واحدة من صفحات المصحف.
الأدعية المستجابة الواردة عن الأنبياء
والدعاء الأول الذي أعقبه الله بالاستجابة كان لنبي الله أيوب: «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين» [الأنبياء:83-84]. لاحظ قوله: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».
وثانى الأدعية التي أعقبها الله بالإجابة كان لنبي الله يونس (ذا النون): «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ» [الأنبياء:87-88] تدبر قوله: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».
وثالث تلك الأدعية التي أعقبها بلفظ «فَاسْتَجَبْنَا» كان دعاء نبى الله زكريا: «وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ» [الأنبياء:89-90]تأمل قوله سبحانه: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».