موعد ليلة القدر بين العشر الأواخر فى رمضان 2020
اختار سبحانه من البشر رجالاً اصطفاهم بالنبوة والرسالة، واختار أماكن جعل فيها العظمة كمكة والمسجد الأقصى، واختار من الأزمان شهر رمضان فخصه بفريضة الصيام، واختار من هذا الشهر الكريم ليالي هي أفضل لياليه وهي العشر الأواخر، واختار من هذه العشر الأواخر ليلة هي ليلة القدر، ليلة أنزل فيها القرآن الكريم على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
موعد ليلة القدر:
وروت السيدة عائشةَ رضِى اللهُ عنها، أن رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ كان يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: “تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ”.
الليالى الوترية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك:
ليلة 21 تبدأ مع مغرب الأربعاء 20 رمضان وتنتهي فجر الخميس 21 رمضان
ليلة 23 تبدأ مع مغرب الجمعة 22 رمضان وتنتهي فجر السبت 23 رمضان
ليلة 25 تبدأ مع مغرب الأحد 24 رمضان وتنتهي فجر الاثنين 25 رمضان
ليلة 27 تبدأ مع مغرب الثلاثاء 26 رمضان وتنتهي فجر الأربعاء 27 رمضان
ليلة 29 تبدأ مع مغرب الخميس 28 رمضان وتنتهي فجر الجمعة 29 رمضان
دعاء ليلة القدر
“اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فاعف عنا”.
سبب تسميتها بليلة القدر:
قال سبحانه: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:1-5] .
سميت ليلة القدر بهذا الاسم لمكانتها ومنزلتها، وقيل التقدير، حيث يقضي الله سبحانه فيها مقادير العام، وقد ميز الله سبحانه وتعالى هذه الليلة بسورة كاملة تقرأ إلى يوم الدين هي سورة “القدر”، كما ورد ذكرها في موضع آخر من كتابه العزيز، فقال جل وعلا في سورة الدخان:
“حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ”.
شروط قيام ليلة القدر والحصول على ثوابها:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”، وتتحقق المغفرة التي وعد الله بها عباده بثلاثة شروط، الأول: أن يوفق الله سبحانه عبده لقيام ليلة القدر، ولا يشترط قيام الليل كله، بل يجزئ قيام بعض الليل من بعد صلاة العشاء، وحدد بعض السلف ذلك الوقت بقدر ما تحلب فيه شاة.
والشرط الثاني الإيمان، فلا تقبل الأعمال من غير المؤمن بالله تعالى. والشرط الثالث هو الاحتساب، فيكون العمل خالصاً لوجه الله دون شوائب من حظوظ النفس والرياء والعجب والحسن الظن بالله. فمن حقق هذه الشروط غفر له.
وهذه الليلة المباركة فيها من الفضل العظيم والنفحات الربانية والسلام الذي يغشيها، فهي “سلام حتى مطلع الفجر” كما قال سبحانه في سورة “القدر”، خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
سبب عدم تحديد موعد ليلة القدر:
وقد أخفيت ليلة القدر في العشر الأخيرة لحكمة ربانية، و لتكون دافعا تنافس المتنافسين على اغتنامها والتعرض لنفحات الله في العشر الأخيرة من رمضان كلها، فـ تتضاعف الأجور وتحصل المغفرة.
علامات ليلة القدر :
ومع إخفائها، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن علامات تكون لهذه الليلة المبارك، ولا حرج في تتبعها للاستدلال عليها، منها أنها سلام، فالملائكة تسلم على الناس فيها، وأنها ليلة أمان وسكينة يستشعرها الناس، وأنها بلجة أي ليلةٌ ذات نور وضياء لما جاء في مسند أحمد “إنَّ أَمارةَ ليلةِ القدرِ أنَّها صافيةٌ بلِجةٌ كأنَّ فيها قمَرًا ساطِعًا”، ومن علاماتها كذلك أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية، لما جاء عند مسلم من حديث أبي بن كعب، رضي الله عنه قال: “أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها”.
ومع قيام هذه الليلة المباركة إيمانا واحتساباً، ينبغي الإكثار من الدعاء والإلحاح على الله تعالى بالسؤال، وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “قلت: يا رسول الله! أرأيت إن علمت أيُّ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني”.
ولا يمنع ذلك من سؤال الله حاجات الدنيا والآخرة، فالإنسان لا تعد حوائجه، مع الثناء على الله تعالى وحمده أن وفق للوقوف بين يديه، وإحسان الظن بالله تعالى فهو الكريم الذي عم إحسانه خلائق.. نسأل الله أن يوفقنا لقيامها وأن يمنَّ علينا بالقبول والمغفرة فهو أهلها إنه غفور رحيم.