تحلم مصر منذ سنوات عديدة باستضافة دورات الألعاب الأولمبية حتى تكون أول بلد عربي يُنظم ويُدير أضخم حدث رياضي على مستوى العالم. تُعتبر مصر بالفعل من البلاد الهامة في الشرق الأوسط والتي لها تأثير كبير على جميع مجريات الشرق الأوسط والبلاد العربية بشكل عام. أخذت مصر بالفعل الكثير من الإجراءات والتطورات والخطوات التحسينية والتي أولها وأعظمها بناء العاصمة الإدارية الجديدة التي تُعتبر هي المستضيفة الأساسية للأولمبياد.
تسعى مصر لأن تكون هي السبب الأساسي لتحفيز تأثير الألعاب الأولمبية على الشرق الأوسط على جميع المستويات وبنحو إيجابي غير مسبوق، لاسيما في ظل هذه المجريات الغير مستقرة في الوقت الراهن. نناقش في هذا المقال كُل ما يخص الألعاب الأولمبية وتسليط الضوء على التأثير الحادث للألعاب الأولمبية على مصر وعلى الشرق الأوسط بشكل عام.
نبذة عن الألعاب الأولمبية
تُعرف الألعاب الأولمبية على أنها احتفال أو مهرجان موضوعه رياضي حيث يقام مرة واحدة كُل أربع أعوام في بلد ما من البلاد التي يقع عليها اختيار استضافة الدورة فيها. لقد كانت اليونان هي مصدر انطلاق الألعاب الأولمبية لأول مرة عام 776 قبل الميلاد، لاسيما في مدينة أولمبيا وهذا البلد هو سر تسمية الألعاب الأولمبية بهذا الاسم. لقد كنت تقتصر الألعاب الأولمبية فقط على رياضة الركض فقط ثم تطورت بعد ذلك لتضم الكثير من الألعاب الرياضية الأخرى. تأسست الألعاب الأولمبية على نحو مدروس ومنظم ومشابه للألعاب الأولمبية الموجودة في الوقت الحالي على يد البارون الفرنسي بيير دي كوبرتان. حيث قام بإعادة فكرة الألعاب الأولمبية ابتداءً من عام 1896م وذلك لأنه كان يتبنى نظرية أن العقل السليم في الجسم السليم. ثم تم طرح فكرة تكوين لجنة إدارية وتنظيمية للألعاب الأولمبية الدولية العالمية والتي يقع مقرها في سويسرا.
تطورت أهداف الألعاب الأولمبية لتكون أيضاً وسيلة أساسية لتهذيب الطباع وتحسين الخلق ثم تطور الأمر ليكون أيضاً له تأثير كبير على المستوى الاقتصادي وليس فقط الاجتماعي والرياضي والثقافي.
أوجه تأثير الألعاب الأولمبية 2036 على الشرق الأوسط
بدأت مصر بالفعل باتخاذ مجموعة كبيرة من الخطوات التحسينية والتطويرية والتنظيمية والإدارية والتسويقية والترويجية أيضاً حتى يكون حدث الألعاب الأولمبية في مصر من أكبر وأهم الأحداث الرياضية في العالم الحديث العربي والدولي على حد سواء. قامت مصر بالفعل بتكوين لجنة أساسية تتعاون بشكل مباشر مع وزارة الشباب والرياضة وأيضاً الهيئات المعنية الدولية المسؤولة عن الأحداث الرياضية لوضع الخطة الأساسية للملف الرياضي للأحداث الأولمبية. أعلنت مصر على أن العاصمة الإدارية الجديدة هي مقر الأولمبياد حيث أنها تضم الكثير من المساحات الخضراء على أعلى مستوى من الجودة والاحترافية التي تتناسب كثيراً مع معايير الأحداث والألعاب الأولمبية. تقوم مصر بتولية اهتمام غير مسبوق بهذا الحدث الرياضي الدولي العالمي نسخة عام 2036 وذلك نظراً للتأثير الإيجابي الكبير والتنافسي على مصر والشرق الأوسط وذلك في الأوجه الموضحة أدناه:
- التأثير على الوجه الرياضي:
تُعتبر الرياضة من المجالات والأوجه الهامة والمؤثرة على جميع المجتمعات والتي أيضاً تتأثر كثيراً بالكثير من الأحداث والدورات الرياضية. تؤثر الأحداث والألعاب الأولمبية 2036 كثيراً على مصر وذلك لأن استضافة مصر لهذا الحدث من شأنه أن يرفع من الحالة الرياضية وأن يسلط الضوء على الحالة الرياضية في مصر. ليس هذا فقط، بل أن مصر ودول عربية أخرى أيضاً ستقوم بالمنافسة على الميداليات الذهبية والفضية وغيرها بفضل إقامة الدورة الأولمبية على وطن عربي. تعمل مصر على تحسين حالة الفرق الرياضية تبعها بإدارتها ولاعبيها وغيرها ولذلك فإن الحالة الرياضية بشكل عام ستكون في حالة ازدهار كبير بسبب الألعاب الأولمبية مصر 2036.
- التأثير على الوجه السياحي:
تتمتع مصر بالمقومات السياحية الجذابة نظراً لتمتعها بالكثير من المناظر الطبيعية والبلاد المجهزة لاستقبال السياح من كافة الأوجه ناهيك عن اللغة العربية التي تجذب الكثير من السائحين من الشرق الأوسط. على الصعيد الآخر، تعتبر الألعاب الأولمبية من أهم معايير الجذب للسياح في الوقت الراهن ولذلك تتوقع مصر بتضاعف عدد السياح العرب من مختلف الدول العربية المتوقع استقبالهم خلال الألعاب الأولمبية 2036.
- التأثير على الوجه الاقتصادي
يتأثر الاقتصاد المصري وبالتالي الاقتصاد المحلي والاقتصاد في الشرق الأوسط بالكثير من المجريات والتي تُعتبر أهمها هو السياحة. وكما ذكرنا أعلاه أن الألعاب الأولمبية من شأنها أن تتضاعف نسبة وعدد السياح وبالتالي تشغيل المطاعم والفنادق والكثير من الهيئات والمنظمات السياحية المحلية وبالتالي دخول العملات إلى مصر. من شأن هذا الأمر أن يرفع كثيراً من الاقتصاد المصري والمحلي أيضاً.
- التأثير على الوجه المجتمعي:
يجتمع الأفراد والأسر حول المباريات والألعاب الأولمبية وذلك نظراً لأنه حدث كبير ومهم وجذاب لجميع فئات ومجموعات وطبقت المجتمع. تعمل الألعاب الأولمبية لاسيما في بلد عربي مثل مصر على لم شمل الأفراد والأسر وبالتالي رفع حالة الترابط والحالة النفسية بناء على ذلك، لاسيما بعد فترة الإحباط الناتجة عن فيروس الكورونا والعزل المنزلي الذي دام لما بكثر عن عام كامل.
أخيراً، نظراً للمجريات التي حدثت في العالم العربي في الآونة الماضية من الكثير من الانحدارات الاقتصادية والصحية وغيرها، فإن الألعاب الأولمبية مصر 2036 هي بمثابة وسيلة من وسائل إنقاذ المجتمع العربي أو القاء النظر على الشرق الأوسط من الناحية السلمية، الاقتصادية، الاجتماعية والسياحية. نتوقع تأثير إيجابي غير مسبوق بالنسبة لمصر وللشرق الأوسط من كافة الأوجه الموضحة أعلاه.