الاستعدادات قد بدأت لمرحلة إعادة إعمار سوريا: رجال أعمال سوريون و عالميون بدأوا الاستعداد بمظلة دولية
شهد العام الجاري اجتماعات مكثفة لسيدات ورجال أعمال سوريين في الخارج، آخرها كان في مدينة مرسيليا الفرنسية في تموز الماضي، نتج عنه تأسيس جمعية رجال الأعمال السوريين الدولية.
الجمعية تشكلت بمبادرة من البنك الدولي، وهي المرة الأولى من نوعها التي يتعاون فيها البنك مع منظمات وليس مع دول، وتتوزع المنظمات في عشر دول هي الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر ولبنان وتركيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول في أمريكا الجنوبية.
الهدف إعادة الإعمار
وأوضح رامي شراق، نائب المدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي السوري (من مؤسسي الجمعية)، أن الأهداف تتركز بتمثيل قطاع الأعمال السوري خارج سوريا في المرحلة الأولى، وبناء شركات والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية والدولية المضيفة ، وضمان مناخ أعمال جيد وعادل بين المستثمرين و بظل قوانين مريحة و مناسبة ، وتعزيز مفهوم ريادة الأعمال التجارية للسوريين في المرحلة الثانية، إضافة إلى تقوية مشاركة الشباب السوري والنساء كفاعلين وقوة اقتصادية في تلك الدول، وتبادل المعرفة والمعلومات والبيانات لاستدامة الأعمال وفرص الاستثمار، في حين أن الهدف الأخير هو تشكيل صورة إيجابية عن جالية الأعمال السورية في المهجر.
إلا أن أراءً انتشرت بين محللين اقتصاديين وعبر مواقع التواصل رأت أن الهدف الأساسي من تأسيس الجمعية هو تهيئة رجال الأعمال في الخارج إلى مرحلة إعادة الإعمار في سوريا بعد انتهاء الحرب تحت مظلة البنك الدولي، الأمر الذي أكده شراق بقوله إن “هدف الجمعية هو تقوية العلاقات بين الفاعلين كرجال أعمال سوريين في المهجر، وإيجاد الفرص الاقتصادية التي يمكن الاعتماد عليها في المستقبل كأساس لمرحلة إعادة الإعمار وبناء النموذج الاقتصادي والاجتماعي في سوريا”.
اتهامات تلاحق الجمعية
ووجهت إلى الجمعية اتهامات بأنها ستكون أداة بيد البنك الدولي الذي سيسعى إلى تحويل سوريا إلى غسالة أموال وإغراقها بالديون تحت رحمته، كما فعل مع دول أخرى مثل مصر، بغض النظر عن تبعيتها المستقبلية.
لكن المكتب الإعلامي في المنتدى الاقتصادي أكّد لعنب بلدي أنه “لن يكون هناك تدخل مباشر للبنك الدولي في الاقتصاد السوري من خلال الجمعية”، موضحًا “نتحدث هنا عن جمعية لسيدات ورجال أعمال سوريين، وليس عن حكومة، وهنا يأتي الاستثناء في عمل البنك”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يدعم فيها البنك جمعية تضم رجال أعمال بعيدًا عن الحكومة، والسبب في ذلك يعود إلى قصص النجاح التي أثبتها رجال الأعمال في المهجر خلال السنوات الست الماضية، واستثمارهم السريع في الخارج الأمر الذي لفت أنظار البنك ودفعه إلى دعمهم على مستوى العالم، بحسب الشراق.
تتكون الجمعية حاليًا من مجموعة من رجال الأعمال السوريين، وقد فتحت باب الانضمام لأي رجل أعمال سوري نشط تجاريًا في هذه الدول العشر للانتساب، ويقول مؤسسوها إنهم لا ينظرون إلى خلفيات المنتسبين السياسية أو التحزبات لصالح أي من الطرفين السوريين، المؤيد للنظام أو المعارض.
فيديو من قناة A4 الروسية عبر طائرة بلا طيار يظهر جزء من الدمار في مدينة حمص السورية