بعد الثانوية العامة في السعودية.. كيف أختار التخصص الجامعي المناسب لي؟!
لطالما كانت الثانوية العامة هي مفترق طرق حقيقي في هذه الحياة، نتذكرها لاحقًا كنقطة زمنية مهمة في حياتنا، نقطة يتكاثف فيها الشعور ونحمل لها في قلوبنا كثيرا من التقدير والغبطة أو كثير من الندم والحزن، وفي هذا المقال المُطول نحاول أن نُمهد الطريق لجميع الطلاب أن تكون لهم محلًا للتقدير والانطلاق نحو ما يرنون له من مستقبل مشرق.
ماذا أدرس بعد الثانوية العامة؟! هو السؤال المتكرر من كثير من الطلاب، حيث أن نقص الخبرة والتجربة وحداثة السن بالنسبة لهم تضعهم دائمًا في تلك الحيرة الشديدة، ومما لا شك فيه أن الأمر يستحق هذا الاهتمام وتلك الحيرة، فـ الثانوية العامة بمثابة مفترق الطرق الشديد التأثير في حياة الإنسان، والذي لا بد له فيه أن يختار، لا سبيل للهرب وكل شخص في الأخير يتحمل نتيجة قراره.
لذلك من المهم جدًا ونحن مقبلون على اتخاذ قرارنا بالالتحاق بإحدى الكليات أو التخصصات أن نتمهل كثيرًا وأن نناقش من حولنا في الأمر وأن نبحث بشكل مكثف في تجارب الآخرين ممن سبقونا في هذا المضمار، وأن نحاول من خلال شبكة الإنترنت البحث في التخصص والقراءة حوله، تلك نصائح أولية لكن فيما يلي نحاول أن نأخذ بأيديكم قليلًا ونفكر معكم بشكل عملي تفصيلي فيما يُجيب عن سؤالكم السابق: ماذا أدرس بعد الثانوية العامة؟
عقدة المجموع ونسبته
بشكل أو بآخر لا يمكننا إهمال النسبة أو المجموع الذي يحققه الطالب في الثانوية العامة؛ والذي بناءً عليه يتوفر له كامل الاختيارات أو التخصصات في مساره إن حقق مجموعًا نهائيًا؛ أو يتوفر له تخصصات وتختفي عنه أخرى إن حقق مجموعًا أقل من ذلك، لكن برغم المجموع وتحكمه بنسبة كبيرة في توجيهنا إلى تخصصات معينة؛ إلا أننا في الأخير ما زلنا لدينا الاختيارات والمساحة، لذا لا يجب أن نعبأ كثيرًا بما تحقق من مجموع إن كانت الثانوية بالفعل انتهت ونحن في فترة الاختيار لأن التركيز فيما ما مضى لن يفيد كثيرًا وسيشتتنا عن التركيز في المضي قدمًا إلى الأمام.
أما إن كنا ما زلنا في إطار الدراسة الثانوية العامة، فالاجتهاد والتركيز الشديد والجد في التحصيل الدراسي هو السبيل الأمثل للمرور إلى جميع الفرص الجامعية المستقبلية أو معظمها وذلك من خلال تفوق يقود لمجموع جيد يعطيك الأريحية في الاختيار وتفضيل تخصص ما على آخر، لا يهم في لزوم التفوق مسار الثانوية العامة الخاص بنا أهو علمي أم أدبي أم غير ذلك.
هل يكفي أن تحب تخصص ما حتى تختاره؟
بطبيعة الحال لدى المجتمع تفضيلات شائعة في المهن والتخصصات المختلفة، فمجتمعاتنا العربية في الغالب تفضل المهن الطبية والتطبيقية كالطب والهندسة عن المهن التربوية نحو التدريس مثلًا، وهذا الأمر يؤثر في نفسية الطلاب ومدى اختياراتهم، فنرى أحدهم يريد أن يكون مهندسًا أو طبيبًا بناء على النظرة المستقبلية التي يعده المجتمع بها، في حين أن مهاراته وأدواته التحصيلية متجهة في شغفها إلى مجال آخر، إلا أن الطالب يتجاهل نداءاته الداخلية الكامنة ويتجه في اختياره صوب ما يمليه عليه مجتمعه، ومن هنا يتفاجأ الطالب لاحقًا بأن التخصص الذي اختاره غير مناسب له نفسيًا على الأقل، ليقضي سنواته الجامعية بعدئذ إما كمدًا غير محب أو يقضيها في دوامة الرسوب والفشل.
إذًا فإن عملية اختيار التخصص الجامعي لابد أن تخضع إلى تأنٍ شديد وتخطيط محكم يجمع ما بين العاطفة وما تحب أن تكون عليه مستقبلًا من مهنة وما بين العقل الذي يزن الأمور ويرى مدى مناسبة أدواتك وما تمتلكه من مهارات تحصيلية لما أنت مقدم عليه من تخصص، كذلك يجب النظر للأمر من منطلق كونك رجلًا أم فتاة، فالرجل تناسبه تخصصات معينة لها علاقة أكثر ببذل الجهد، والمرأة يناسبها تخصصات معينة أخرى لها علاقة بالجوانب التربوية أو المعيشية وهكذا؛ إننا إن حققنا هذه المعادلة التي تجمع كل ما سبق من مفردات وعناصر فحتمًا سنعفي أنفسنا من سنوات طوال يمكن أن تُهدر فيها أعمارنا دون طائل.
الفرص الوظيفية وعلاقتها بالاختيار
بداية فإن رزقك بيد الله، كن موقنًا بذلك، وبناء عليه ففي رأيي المتواضع فإن بناء اختيارك لتخصصك الجامعي على مسألة ما يوفره هذا التخصص من فرص وظيفية هو أمر خاطئ، إن النظر إلى التعليم كمجرد أداة لكسب الرزق وأي مسار منه يعطيك مكسبًا أكثر تذهب إليه هو مذهب لا يليق أبدًا لا على مستوى المبادئ وما للعلم من قيمة وجلال، ولا على مستوى المنطق والتخطيط السليم، كثيرًا من الأشخاص اتجهوا إلى تخصصات لمجرد أنها مضمونة من حيث مستقبلها الوظيفي؛ لكنهم في الأخير لم يحققوا فيها نجاحًا بسبب عدم مناسبة إمكانياتهم للتخصص أو نحو ذلك.
من هنا فيجب أن يتجه طالب العلم في اختيار تخصصه الجامعي صوب ما يحبه أولًا وصوب ما تتناسب معه إمكانياته، ولا مانع كذلك أن ينظر إلى المستقبل الوظيفي ليرى مدى توفر فرص فيه من عدمه؛ لكن كل هذا ضمن إطار جامع يوازن الأمور ولا يتفرد فيه سبب دون آخر.
إلى المقبلين على التخصصات العلمية والتطبيقية
لا شك أن لمثل هذه التخصصات في حياتنا أهمية قصوى؛ كونها تتعامل بشكل مباشر مع مسائل تتعلق بالتنمية وتطوير المرافق وعلاج الناس والمساهمة في جعل حياتهم أفضل؛ لذلك يجب للمقبلين على اختيار إحدى هذه التخصصات أن يكون لديهم الاستعداد النفسي الكافي والإمكانيات التحصيلية التأسيسية اللازمة لخوض غمار؛ فإن كنت مقبلًا على دراسة الهندسة فيجب أن تكون متفوقًا في الرياضيات وتمتلك أفقًا رحبًا لحل المشكلات ومواجهة العقبات، وإن كنت مقبلًا على دراسة الطب فيجب أن تكون متفوقًا في مواد تتعلق بالبيولوجي ونحوه وهكذا، كما يجب أن يتوفر لديك حبًا وانسجامًا نفسيًا مع ما تختاره، وهذا شرط ثابت لا يتغير.
إلى المقبلين على التخصصات الإنسانية والتربوية
دون هذه التخصصات لن يسير أي مجتمع أبدًا إلى التحضر والإنجاز؛ فهي ليست فضلة أبدًا كما ينظر إليها البعض؛ بل هي الأساس القويم لأي مجتمع؛ فمنها وإليها ينتهي طالب العلم في تلقي علومه وتأسيسه المعرفي، كما تساهم بالقدر الأبرز في رقي المجتمعات وعبورها إلى فضاءات أخرى التفكير والتخطيط الاستراتيجي، وبالتالي نقل الوطن ككل إلى عتبات أحلام كانت يومًا بعيدة، على الطالب المتجه لاختيار تخصص من مثل هذه التخصصات أن يكون مقدرًا لدوره الذي ينتظره في مجتمعه، لأنه حين يدرك ذلك سيكون لديه من الحماسة والاجتهاد ما يجعله فعلًا مؤثرًا ومغيرًا لحياته وحياة من حوله للأفضل.
إلى المقبلين على التخصص العسكري وخدمة الوطن
ذاك تخصص آخر وليس أخير، بل هو بداية كل صفحة ومقصد كل وطني حر، أن تحمي وطنك وتنتظم في صفوف جيشه أو شرطته؛ إنها لمهمة عظيمة يجب على المرء فيها أن يكون بالفعل مدركًا لأبعادها، كما يجب عليه أن ينظر في ذاته جيدًا ومدى ملائمته لهذا الأمر وهل متطلبات الالتحاق تتوفر فيه أم لا؛ وذلك حتى لا يضيع وقته كثيرًا في محاولة الالتحاق دون أمل.
معلومات تهمك عن الدراسة و التخصصات والجامعات في المملة العربية السعودية:
لعل من المفيد لك كطالب مقبل على اختيار تخصص جامعي أن تعلم أن عدد البرامج الأكاديمية في المملكة العربية السعودية التي تنتظرك لتلتحق بها يبلغ عددها فقط في الجامعات الحكومية في درجة البكالوريوس نحو 1,997 بينما الدبلوم المتوسط تبلغ برامجه نحو 278 برنامجًا، إن هذه الوفرة في البرامج لتدل على أهمية أن يتوجه الطالب إلى الاختيار وهو حريص كل الحرص أن يختار ما يتناسب معه ومع مواهبه، وذلك حتى في الأخير تعمل مستقبلًا فيما تحبه من مجال ووظيفة.
البرامج الأكاديمية المتاحة في مؤسسات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية :
يوجد في السعودية جامعات حكومية وجامعات أهلية ومؤسسات أخرى.
أولا: الجامعات الحكومية
جامعة أم القرى
الجامعة الإسلامية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
جامعة الملك سعود
جامعة الملك عبدالعزيز
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
جامعة الملك فيصل
جامعة الملك خالد
جامعة القصيم
جامعة طيبة
جامعة الطائف
جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية
جامعة جازان
جامعة الجوف
جامعة حائل
جامعة تبوك
جامعة الباحة
جامعة نجران
جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن
جامعة الحدود الشمالية
جامعة شقراء
جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز
جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
جامعة المجمعة
الجامعة السعودية الإلكترونية
جامعة جدة
جامعة بيشة
جامعة حفر الباطن
ثانيا: الجامعات و الكليات الاهلية
ثالثا: مؤسسات تعليم أخرى
وبلغ إجمالي عدد البرامج الأكاديمية المتاحة في الجامعات الحكومية السعودية 3,567 برنامجًا، 54 % منها متاحة للطلبة من كلا الجنسين، و 27 % متاحة للطلبة الذكور، و 19 % متاحة للطالبات، كما توزعت تلك البرامج على حسب الدرجات العلمية إلى 1,997 برامج للبكالوريوس، و 791 برنامج اً للماجستير، و 294 برنامجًا للدكتوراه، و 278 برنامجًا للدبلوم المتوسط، و 105 برامج للدبلوم العالي، و 102 برنامج للزمالة، وعن توزيع البرامج الأكاديمية في الجامعات الحكومية حسب الدرجة العلمية والجنس، نجد أن معظم البرامج متاحة للطلبة من كلا الجنسين، بنسب ) 42 % من برامج الدبلوم المتوسط، و 46 % من برامج البكالوريوس، و 70 % من برامج الدبلوم العالي، و 67 % من برامج الماجستير، و 64 % من برامج الدكتوراه(.
أهم الاختصاصات الجامعية في الكليات السعودية الحكومية:
الشريعة والدراسات الإسلامية
الدعوة وأصول الدين
المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تصميم الأزياء
السكن وإدارة المنزل
اللغة العربية وآدابها
تدريب معلمين
علوم التربية
الفنون
الدراسات الإنسانية
اللغة الانجليزية
الجغرافيا
العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية
المحاسبة
إدارة الأعمال
الصحافة والإعلام
الأعمال التجارية والإدارة
القانون و الدراسات القضائية
علوم الحياة
العلوم الفيزيائية
الرياضيات والإحصاء
الهندسة المعلوماتية والحاسب الآلي
الهندسة والصناعات الهندسية
الهندسة المدنية
الهندسة الميكانيكية
الهندسة الكهربائية
الصناعات الإنتاجية والتحويلية
الهندسة المعمارية والبناء
الزراعة والحراجة وصيد
الأسماك
الطب البيطري
الطب والجراحة
الصيدلة
طب الأسنان وجراحة الفم
التمريض
العلوم الطبية التطبيقية
الخدمات الاجتماعية
الخدمات الشخصية
خدمات النقل
حماية البيئة
كافة الاختصاصات و توزعها في الجامعات السعودية مع إحصاءات معمقة يمكن معرفتها عبر تحميل الكتاب الالكتروني التالي: هنا
المصادر: وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية