ثقافة

الحرب العالمية الأولى، الدول المشاركة و الأسباب و النتائج مع التواريخ

الحرب العالمية الأولى، وتسمى أيضاً الحرب العُظمى، كانت حرب عالمية نشبت بدايةً في أوروبا من 28 يوليو 1914، بدأت الحرب نتيجة لتراكم مجموعة من الأسباب المعقدة التي شملت التحالفات العسكرية، التوترات القومية، وسباق التسلح، بالإضافة إلى أحداث محددة مثل اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند في يونيو 1914، وشاركت بها العديد من القوى الكبرى التي انقسمت إلى جبهتين رئيسيتين: دول الحلفاء التي ضمت كل من فرنسا، المملكة المتحدة، روسيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، ودول المركز التي كانت تحت قيادة ألمانيا، النمسا-هنغاريا، الإمبراطورية العثمانية.

 وصفت وقت حدوثها ب”الحرب التي ستنهي كل الحروب”، وتم جمع أكثر من 70 مليون فرد عسكري، 60 مليون منهم أوربيين، للمشاركة في واحدة من أكبر الحروب في التاريخ.

طوال فترة الحرب، تم استخدام أساليب قتالية جديدة مثل الحرب الخنادق، وتعرضت العديد من الدول إلى خسائر فادحة على مستوى الأرواح والممتلكات. انتهت الحرب في نوفمبر عام 1918 بتوقيع هدنة، ولكن تبعاتها السياسية والاقتصادية كان لها دور كبير في تهيئة الظروف التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية. كما خلّفت الحرب تغييرات كبيرة في الخارطة السياسية العالمية، مثل انهيار بعض الإمبراطوريات الكبرى، وتأسيس عصبة الأمم، إضافة إلى إبرام معاهدة فرساي التي فرضت شروطًا قاسية على ألمانيا.

 يمكن اعتبار الحرب العالمية الأولى نقطة تحوّل هامة في تاريخ القرن العشرين، إذ أضافت أبعادًا جديدة للنزاعات الدولية وأسهمت في تشكيل عالم جديد.

ما هي الحرب العالمية الأولى ملخص؟

الحرب العالمية الأولى (1914-1918) كانت صراعًا عسكريًا ضخمًا شهده العالم، وشارك فيه معظم الدول الكبرى آنذاك، مما جعلها واحدة من أكبر الحروب في التاريخ. الحرب وقعت أساسًا بين دول الحلفاء (فرنسا، المملكة المتحدة، روسيا، الولايات المتحدة، وإيطاليا) ودول المركز (ألمانيا، النمسا-هنغاريا، الإمبراطورية العثمانية، وبلغاريا).

الأسباب الرئيسية:

  1. التحالفات العسكرية: تكوين تحالفات بين الدول الكبرى كان يُؤمّن كل طرف من خطر الهجوم من الآخرين، ولكن تلك التحالفات في ذاتها كانت تزيد التوترات.
  2. التوترات القومية: خصوصًا في منطقة البلقان، حيث كانت القوى الأوروبية تتنافس على النفوذ.
  3. السباق نحو التسلح: كانت القوى الكبرى تسعى لتطوير جيش وأسطول بحري قوي.
  4. اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند: في 28 يونيو 1914، تم اغتيال الأرشيدوق النمساوي في سراييفو، مما أدى إلى تصاعد الأحداث سريعًا.

المرحلة الأولى للحرب:

  • بدأت الحرب في 28 يوليو 1914 بعد إعلان النمسا-هنغاريا الحرب على صربيا، وتوالت الدول الكبرى في الانخراط في الصراع بسبب التحالفات المختلفة.
  • تميزت الحرب في البداية بالقتال العنيف على الجبهتين الغربية (في فرنسا وبلجيكا) والشرقية (على الحدود مع روسيا).
  • استخدام أسلوب الحرب الخنادق كان سائدًا على الجبهة الغربية.

تطورات الحرب:

  • في 1917، دخلت الولايات المتحدة الحرب إلى جانب الحلفاء بعد عدة عوامل مثل غرق السفينة البريطانية “لوسيتانيا”.
  • في 1918، بدأت دول المركز في التراجع مع انهيار جبهتها بسبب نقص الإمدادات والمعنويات، مما قرب النهاية.

النهاية والنتائج:

  • انتهت الحرب في 11 نوفمبر 1918 بتوقيع الهدنة بين الحلفاء ودول المركز.
  • تم توقيع معاهدة فرساي في 1919، التي فرضت شروطًا قاسية على ألمانيا، مما أضعفها وأدى إلى اضطرابات سياسية.
  • النتائج كانت مدمرة: نحو 10 مليون قتيل و20 مليون جريح، بالإضافة إلى تغييرات سياسية كبيرة مثل انهيار الإمبراطوريات العثمانية والنمساوية-المجرية، وتأسيس عصبة الأمم.

الحرب العالمية الأولى كانت نقطة تحول في تاريخ العالم، حيث ساهمت في تشكل خريطة سياسية جديدة، وفي تصاعد الصراعات العالمية التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية بعد عقدين فقط.

ما هو سبب اندلاع الحرب العالمية الأولى؟

رغم أن السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية الأولى حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب في 28 يونيو/حزيران عام 1914 أثناء زيارتهما لسراييفو.

لكن هناك جملة من الأسباب غير المباشرة، مهدت لقيام الحرب، من أبرزها توتر العلاقات الدولية في مطلع القرن العشرين بسبب توالي الأزمات، كأزمة منطقة البلقان وتصارع الدول الأوروبية للسيطرة عليها وطرد الخلافة العثمانية منها، سيطرت على إثرها النمسا على البوسنة والهرسك عام 1908، واشتعلت حرب البلقان الأولى والثانية.

بالإضافة إلى الصراع بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا على النفوذ في شمال أفريقيا، يضاف إلى ذلك تزايد التنافس الاقتصادي والتجاري بين الدول الإمبريالية لاقتسام النفوذ عبر العالم والسيطرة على الأسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي والمالي، والتزود بالمواد الأولية، فضلا عن دخول الدول الإمبريالية في تحالفات سياسية وعسكرية، أدت إلى سباق تسلح بين الدول المتنافسة التي رفعت من نفقاتها العسكرية.

الأزمة البلقانية

ضم النمسا أراضي البوسنة والهرسك إلى نفوذها  في عام 1908 كان واحدًا من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في اندلاع الأزمة البلقانية وفي تصاعد التوترات في المنطقة. إليك شرحًا أكثر تفصيلًا عن الأزمة البلقانية وأسبابها:

خلفية الأزمة البلقانية:

منطقة البلقان كانت تشهد توترات كبيرة في بداية القرن العشرين بسبب الصراعات القومية والإمبريالية بين الدول الكبرى في أوروبا، مثل النمسا-وهنغاريا وروسيا. في هذه الفترة، كانت الإمبراطورية العثمانية التي كانت تسيطر على معظم مناطق البلقان، بدأت في التدهور. وكان هذا التدهور يشكل فرصة للعديد من الدول الأوروبية لزيادة نفوذها في المنطقة.

السبب الرئيس للأزمة البلقانية:

في عام 1908، قررت النمسا-هنغاريا ضم البوسنة والهرسك (التي كانت قد احتلتها بشكل غير رسمي منذ عام 1878) إلى إمبراطوريتها بشكل رسمي. وكان هذا القرار مثيرًا للجدل بالنسبة لعدة أطراف:

  1. صربيا: كانت صربيا ترغب في توسيع نفوذها في البلقان، وبالتحديد في مناطق مثل البوسنة والهرسك التي كانت تحتوي على غالبية من السكان السلافيين الجنوبيين (الصرب). وعندما ضمت النمسا-هنغاريا البوسنة والهرسك، اعتبرت صربيا هذا التصرف تهديدًا فرصها في تحقيق الوحدة السلافية في المنطقة.
  2. روسيا: كانت روسيا تدعم صربيا وعموم السلاف الجنوبيين في البلقان. ولذا، كانت روسيا تشعر بالقلق من التوسع النمساوي في المنطقة وتعتبر ضم النمسا-هنغاريا للبوسنة تهديدًا لمصالحها في المنطقة.
  3. الإمبراطورية العثمانية: كانت الإمبراطورية العثمانية لا تزال تحتفظ ببعض النفوذ في البلقان، وعندما ضمت النمسا-هنغاريا البوسنة والهرسك، اعتبرت العثمانية ذلك تهديدًا آخر لوجودها في المنطقة.

ردود الفعل الدولية:

  • ألمانيا: دعمت النمسا-هنغاريا بشكل كامل في هذا الإجراء، مما أعطاها حماية من التدخل الروسي أو الصربي.
  • المجتمع الدولي: على الرغم من الغضب في صربيا وروسيا، فإن السلطات الأوروبية الكبرى لم تتخذ أي إجراءات فعلية ضد النمسا-هنغاريا، مما أدى إلى نوع من “الرضا الضمني” عن الضم.

التوترات الناجمة عن الأزمة:

  • صربيا شعرت بالإهانة والتهديد بسبب ضم البوسنة والهرسك، وبدأت تدعم الحركات القومية داخل البوسنة التي كانت تطالب بالاستقلال أو الانضمام إلى صربيا.
  • ازداد التوتر بين روسيا والنمسا-هنغاريا، حيث كانت روسيا ترى في دعم صربيا وسيلة للتصدي للنفوذ النمساوي في البلقان.

دور الأزمة في اندلاع الحرب العالمية الأولى:

على الرغم من أن الأزمة البلقانية لم تؤدي مباشرة إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، إلا أنها كانت بمثابة إحدى العوامل التي ساهمت في تصاعد التوترات بين القوى الكبرى في أوروبا. التوترات بين النمسا-هنغاريا وصربيا، مدعومة من روسيا، كانت أحد المحركات الأساسية للصراع الذي انفجر في 1914 بعد اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند.

أحداث  الحرب العالمية الأولى

ما هي الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى؟

أثناء الحرب العالمية الأولى، حاربت قوى الوفاق: بريطانيا وفرنسا وصربيا والإمبراطورية الروسية (وانضمت لها لاحقًا إيطاليا واليونان والبرتغال ورومانيا والولايات المتحدة).

وقوى المركز: ألمانيا والنمسا-المجر (وانضمت لها لاحقًا الإمبراطورية العثمانية وبلغاريا).

 دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى

من دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى هي:

فرنسا: كانت من أوائل الدول التي شاركت في الحرب ضد ألمانيا والنمسا-هنغاريا.

المملكة المتحدة: انضمت إلى الحلفاء بسبب الغزو الألماني لبلجيكا، وهي عضو رئيسي في الجبهة الغربية.

روسيا: كانت تشارك في الحرب ضد ألمانيا والنمسا-هنغاريا على الجبهة الشرقية، لكنها انسحبت في 1917 بعد الثورة الروسية.

الولايات المتحدة: انضمت إلى الحلفاء في 1917 بعد عدة حوادث مثل غرق السفينة “لوسيتانيا” والهجمات البحرية الألمانية على السفن التجارية الأمريكية.

إيطاليا: كانت في البداية جزءًا من التحالف الثلاثي مع ألمانيا والنمسا-هنغاريا، لكنها قررت الانضمام إلى الحلفاء في 1915، بعد أن وعدوا بضم أراضٍ جديدة بعد الحرب.

اليابان: انضمت إلى الحلفاء مبكرًا، حيث دعمتهم ضد القوى المركزية في آسيا والمحيط الهادئ.

دول أخرى دعمت الحلفاء في الحرب: صربيا، الجبل الأسود، بلجيكا، رومانيا، البرتغال، الصين، اليونان.

كم عدد الدول التي دخلت في الحرب العالمية الأولى؟

دخلت في الحرب العالمية الأولى العديد من الدول من مختلف أنحاء العالم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. بشكل عام، يمكن القول أن أكثر من 30 دولة شاركت في الصراع، ولكن بشكل رئيسي كانت الحرب تدور بين مجموعتين كبيرتين من الدول: دول الحلفاء و دول المركز.

دول الحلفاء:

  • فرنسا
  • المملكة المتحدة
  • روسيا (حتى 1917)
  • الولايات المتحدة (انضمت في 1917)
  • إيطاليا (انضمت في 1915)
  • اليابان
  • بلجيكا
  • صربيا
  • رومانيا (انضمت في 1916)
  • اليونان (انضمت في 1917)
  • أستراليا، كندا، نيوزيلندا (مستعمرات بريطانية شاركت في الحرب)
  • البرازيل (انضمت في 1917)

دول المركز:

  • ألمانيا
  • النمسا-هنغاريا
  • الإمبراطورية العثمانية (انضمت في 1914)
  • بلغاريا (انضمت في 1915)

دول أخرى شاركت بشكل غير مباشر:

  • دول في أمريكا اللاتينية: مثل كوستاريكا، بوليفيا، وباراغواي التي دخلت في الحرب بشكل غير مباشر أو كانت متأثرة بالصراع.

المجموع الكلي:

يمكن القول أن عدد الدول التي دخلت في الحرب العالمية الأولى بلغ أكثر من 30 دولة شاركت في الحرب، بما في ذلك مستعمرات وبلدان كان لها تأثير مباشر أو غير مباشر في مجريات الحرب.

المسرح الرئيس لأحداث الحرب العالمية الأولى

المسرح الرئيس لأحداث الحرب العالمية الأولى كان في أوروبا، حيث كانت معظم المعارك الرئيسية تدور هناك. ولكن لم تقتصر الحرب على أوروبا فقط، بل امتدت إلى مناطق أخرى من العالم بسبب التحالفات الاستعمارية والمصالح الإمبريالية للدول الكبرى. إليك شرحًا أهم المسارح أو الجبهات التي شهدت الصراع:

1. الجبهة الغربية (غرب أوروبا):

  • الموقع: بين ألمانيا من جهة، وفرنسا والمملكة المتحدة من جهة أخرى.
  • الخصائص: كانت الحرب على هذه الجبهة حرب خنادق، حيث حفر الجنود الخنادق على طول الجبهة لتفادي النيران. استمر القتال على هذه الجبهة لفترة طويلة، وشهدت معارك ضخمة مثل معركة السوم (1916) ومعركة فردان (1916).
  • الأهمية: كانت الجبهة الغربية هي المعركة الحاسمة التي حدّدت مصير الحرب، حيث تمركزت القوات الألمانية ضد الحلفاء في فرنسا وبلجيكا.

2. الجبهة الشرقية (شرق أوروبا):

  • الموقع: بين ألمانيا والنمسا-هنغاريا من جهة، وروسيا من جهة أخرى.
  • الخصائص: كانت الجبهة الشرقية أكثر اتساعًا من الجبهة الغربية، وميزها التحركات الواسعة للقوات بدلاً من الحرب الثابتة في الخنادق. كما كانت روسيا تواجه صعوبات في التسلح والتنظيم، مما أضعف قوتها.
  • الأهمية: على الرغم من بعض الانتصارات الألمانية في هذه الجبهة، إلا أن روسيا كانت تعاني من مشكلات داخلية، مما جعلها تنسحب من الحرب بعد الثورة الروسية في 1917.

3. جبهة البلقان:

  • الموقع: منطقة البلقان، التي تضم دولًا مثل صربيا، اليونان، ورومانيا.
  • الخصائص: كانت هذه المنطقة في البداية مسرحًا للمواجهات بين صربيا والنمسا-هنغاريا بعد اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند في 1914. ثم توسعت الحرب لتشمل دولًا أخرى.
  • الأهمية: كانت نقطة الانطلاق التي أشعلت الحرب. كما كانت الجبهة البلقانية مهمة في تعزيز تحالفات القوى العظمى في بداية الحرب.

4. الجبهة الإيطالية:

  • الموقع: بين إيطاليا والنمسا-هنغاريا.
  • الخصائص: معركة جبلية صعبة جدًا، حيث كانت القوات الإيطالية تواجه قوات النمسا-هنغاريا في مناطق جبلية وعرة.
  • الأهمية: على الرغم من أن إيطاليا كانت قد انضمت إلى الحلفاء في 1915، إلا أن الحرب على الجبهة الإيطالية كانت محدودة مقارنة بالجبهات الأخرى.

5. الجبهة الشرق أوسطية (الشرق الأوسط):

  • الموقع: بين الإمبراطورية العثمانية ودول الحلفاء.
  • الخصائص: شهدت هذه الجبهة معارك في مناطق مثل فلسطين والجزيرة العربية ودردنيل.
  • الأهمية: كانت هذه الجبهة جزءًا من الحرب الإمبريالية حيث كانت الإمبراطورية البريطانية تسعى للسيطرة على مناطق استراتيجية مثل قناة السويس ومناطق النفط في الشرق الأوسط.

6. الجبهة الأفريقية:

  • الموقع: في المستعمرات الأفريقية.
  • الخصائص: نظراً لوجود مستعمرات فرنسية وبريطانية وألمانية في أفريقيا، اندلعت معارك بين قوات الحلفاء والدول المركزية، ولكن هذه الجبهة كانت أقل أهمية من الجبهات الأخرى.
  • الأهمية: استهدفت بشكل رئيسي تأمين الموارد الطبيعية والحفاظ على الهيمنة الاستعمارية.

7. المسرح البحري:

  • الموقع: البحر والمحيطات.
  • الخصائص: كان هناك سباق للسيطرة على البحار بين الأسطول البريطاني من جهة والأسطول الألماني من جهة أخرى، بما في ذلك معركة جوتلاند في 1916، التي كانت أكبر معركة بحرية في الحرب.
  • الأهمية: كانت السيطرة على البحر حاسمة لضمان الإمدادات والموارد الاستراتيجية، وخاصة في ظل الحصار البحري الألماني.

8. المسرح الآسيوي:

  • الموقع: الصين والمحيط الهادئ.
  • الخصائص: شاركت اليابان في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا، وقامت بغزو مستعمرات ألمانية في آسيا والمحيط الهادئ.
  • الأهمية: كانت جزءًا من الحملة العالمية للحلفاء لإضعاف الإمبراطورية الألمانية في مختلف أنحاء العالم.

من هو قائد الحرب العالمية الأولى؟

الحرب العالمية الأولى لم تكن تحت قيادة فرد واحد، بل كانت هناك العديد من القادة العسكريين والسياسيين من مختلف الدول الذين تولوا قيادة الجيوش في مختلف الجبهات. لكن يمكن ذكر بعض القادة البارزين الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في الحرب:

1. ألمانيا:

  • إريك فون فالكنهاين (Erich von Falkenhayn): كان قائد الجيش الألماني في بداية الحرب، وكان مسؤولًا عن التخطيط الاستراتيجي في معركة فردان (1916) وغيرها من المعارك الهامة.
  • بول فون هيندنبورغ (Paul von Hindenburg): كان القائد الأعلى للجيش الألماني في السنوات الأخيرة من الحرب، وحقق العديد من الانتصارات على الجبهة الشرقية. أصبح لاحقًا رئيسًا لألمانيا بعد الحرب.

2. فرنسا:

  • فيليب بيتان (Philippe Pétain): كان قائدًا رئيسيًا للجيش الفرنسي، وخصوصًا في معركة فردان (1916)، حيث أصبح رمزًا للثبات والصمود الفرنسي.
  • جوزيف جاليني (Joseph Joffre): كان القائد العام للجيش الفرنسي في بداية الحرب، وكان له دور كبير في الانتصار في معركة مارن (1914)، التي كانت نقطة تحول في الحرب.

3. المملكة المتحدة:

  • دوق ويلينغتون (دوق مارلبورو) (Sir Douglas Haig): كان قائد القوات البريطانية في جبهة الغرب في سنوات الحرب الأخيرة. هو المسؤول عن معركة السوم (1916) ومعركة باسشيندايل (1917).
    ويليام روبرتسون (William Robertson): كان رئيس أركان الجيش البريطاني في بداية الحرب.

4. الولايات المتحدة:

  • جون جاي بيرشينغ (John J. Pershing): كان القائد العام للجيش الأمريكي أثناء الحرب. لعب دورًا كبيرًا في معركة المارن الثانية ومعركة الأرغان، وكان له دور كبير في تقديم الدعم الحاسم في السنوات الأخيرة من الحرب.

5. روسيا:

  • نيكولاي نيكولايفيتش (Nikolai Nikolaevich): كان القائد العام للجيش الروسي في بداية الحرب، وقد قاد العديد من العمليات ضد الألمان والنمساويين على الجبهة الشرقية.
  • ألكسندر سامسونوف (Alexander Samsonov): كان قائدًا روسيًا شهيرًا في معركة تاننبرغ (1914) التي انتهت بهزيمة ساحقة للجيش الروسي.

6. إيطاليا:

  • أورلاندو فيتوريو (Vittorio Orlando): كان رئيس وزراء إيطاليا في نهاية الحرب، وله دور كبير في التفاوض على معاهدة فرساي بعد الحرب.
  • أميديو دي سافوي (Amedeo di Savoia): كان قائدًا عسكريًا إيطاليًا بارزًا خلال الحرب، وخاصة في المعارك على الجبهة الإيطالية ضد النمسا-هنغاريا.

7. الإمبراطورية العثمانية:

  • انفر باشا (Enver Pasha): كان وزير الحرب العثماني وأحد القادة الرئيسيين في الجيش العثماني خلال الحرب، وشارك في معركة جاليبولي وحملات أخرى ضد الحلفاء.

نتائج  الحرب العالمية الأولى

من هو المنتصر في الحرب العالمية الأولى؟

انتصرت دول الحلفاء بموجب الهدنة التي وقعت بين دول الحلفاء ودول المحور، حيث أعادت ألمانيا الألزاس – لورين إلى فرنسا، وتخلت عن جميع الأراضى التى احتلتها منذ عام 1914م، كما نتج عن هذه الحرب توقيع معاهدات بين دول المحور ودول الحلفاء، إذ تم توقيع معاهدة فرساي في باريس مع ألمانيا في 28 يونيو 1919م، ومعاهدة سان جرمان مع النمسا في 10 سبتمبر، ومعاهدة نيويلى مع بلغاريا في 27 نوفمبر، إضافةً إلى سقوط أربع إمبراطوريات كبيرة فى ألمانيا، وروسيا، والنمسا، والمجر، وتركيا، ونشوء الثورة البلشفية فى روسيا.

من نتائج الحرب العالمية الأولى اتساع مساحة بعض الدول

من بين نتائج الحرب العالمية الأولى كانت اتساع مساحة بعض الدول نتيجة للاتفاقات والمعاهدات التي تم توقيعها بعد انتهاء الحرب، وتحديدًا مع معاهدة فرساي ومعاهدات أخرى تالية. هذه التوسعات كانت بسبب التغييرات الجغرافية والسياسية التي نشأت عن انهيار بعض الإمبراطوريات الكبرى وتفككها، بالإضافة إلى عمليات التفاوض على الحدود الجديدة بين الدول.

أبرز الدول التي اتسعت مساحتها بعد الحرب:

1. إيطاليا:

  • على الرغم من أن إيطاليا كانت جزءًا من الحلفاء، إلا أن الأراضي التي وعدتها بها القوى الكبرى كانت محط نزاع. بموجب معاهدة سان جيرمان (1919) ومعاهدة فرساي، حصلت إيطاليا على مناطق جديدة في ألباينا وإستريا، إضافة إلى ترينتينو وجنوب تيرول من النمسا-هنغاريا.
  • كما حصلت على بعض الأراضي في الأدرياتيك (شواطئ البحر الأدرياتيكي)، ما زاد من توسعها على حساب الإمبراطورية النمساوية-المجرية التي انهارت بعد الحرب.

2. بولندا:

  • استعادة بولندا استقلالها كان أحد الأهداف الكبرى للحلفاء بعد الحرب. بموجب معاهدة فرساي، تم إرجاع بولندا إلى الوجود كدولة مستقلة بعد أكثر من 100 عام من التقسيم بين القوى العظمى (روسيا، وبروسيا، والنمسا).
  • كما حصلت على أراضٍ جديدة من ألمانيا، بما في ذلك الممر البولندي الذي أتاح لها الوصول إلى بحر البلطيق، مما أدى إلى تقسيم ألمانيا إلى قسمين.

3. فرنسا:

  • بعد معاهدة فرساي، استعادت فرنسا الألزاس واللورين من ألمانيا، وهي مناطق كانت قد فقدتها لصالح ألمانيا في الحرب الفرنسية-البروسية (1870).
  • بالإضافة إلى ذلك، توسعت فرنسا في مستعمراتها مثل سوريا ولبنان في الشرق الأوسط بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، وأصبحت هذه المناطق تحت الانتداب الفرنسي.

4. اليابان:

  • اليابان استفادت من الحرب العالمية الأولى على مستوى كبير، حيث توسعت مناطق نفوذها في آسيا. حصلت على المستعمرات الألمانية في الصين والمحيط الهادئ.
  • كما كانت تسيطر على منطقة شاندونغ في الصين بموجب معاهدة فرساي، على الرغم من عدم حصولها على اعتراف دولي واسع نفوذها هناك.

5. رومانيا:

  • استفادت رومانيا من الحرب عبر توسيع أراضيها، حيث ضمت مناطق من هنغاريا وأوكرانيا بعد انهيار الإمبراطورية النمساوية-المجرية.
  • كما ضمت بسياربيا، مما جعلها واحدة من الدول التي شهدت توسعًا كبيرًا في أراضيها بعد الحرب.

6. يوغوسلافيا:

  • تم إنشاء مملكة يوغوسلافيا في 1918 بعد تفكك الإمبراطورية النمساوية-المجرية، وضمت صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، البوسنة والهرسك وغيرها من المناطق التي كانت تحت حكم الإمبراطورية العثمانية والنمساوية-المجرية.

تغييرات أخرى في الحدود:

  • دول أخرى مثل تشيكوسلوفاكيا وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، تم تأسيسها أو توسعها بعد انهيار الإمبراطوريات الكبرى (العثمانية والنمساوية-المجرية) وتوزيع الأراضي بين القوى العظمى.

أبرز الدول التي تقلصت مساحتها بعد الحرب:

1. ألمانيا:

ألمانيا كانت أكبر دولة خسرت أراضٍ بعد الحرب. وفقًا لمعاهدة فرساي:

  • فقدت مناطق الألزاس واللورين لصالح فرنسا.
  • تم تقليص حدودها الشرقية، حيث تم منح بوسنيا وفولندا وأجزاء من أراضيها إلى بولندا.
  • تقلصت مستعمراتها في أفريقيا وآسيا، حيث تم تسليم جميع مستعمراتها إلى الدول المنتصرة تحت نظام الانتداب.
  • منطقة الرور (الغنية بالموارد) خضعت للرقابة الفرنسية.

2. الإمبراطورية النمساوية-المجرية:

كانت الإمبراطورية النمساوية-المجرية واحدة من أبرز الإمبراطوريات التي انهارت بعد الحرب، تم تقسيم الأراضي بين دول جديدة مثل تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وبولندا.
النمسا والمجر أصبحا دولتين منفصلتين، وفقدت الأراضي التي كانت تتمتع بها في البلقان وإيطاليا وأوكرانيا.
تفككت الإمبراطورية إلى دول صغيرة وضعيفة، مما أثر على استقرار المنطقة في العقود التي تلت الحرب.

3. الإمبراطورية العثمانية:

الإمبراطورية العثمانية فقدت معظم أراضيها في الشرق الأوسط والبلقان.
تم تفكيكها تمامًا: فقدت سوريا، لبنان، فلسطين، العراق وأجزاء أخرى من الإمبراطورية التي تم وضعها تحت الانتداب البريطاني والفرنسي ومناطق بحرية مثل بحر إيجة انتقلت إلى اليونان.
الإمبراطورية العثمانية لم تعد دولة كبيرة بعد الحرب، حيث نشأت دولة تركيا الحديثة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك.

4. بلغاريا:

وفقًا لمعاهدة نويي (1919) فقدت أجزاء كبيرة من أراضيها التي كانت قد استولت عليها في الحروب البلقانية السابقة، وتم تقسيم مناطقها إلى اليونان، صربيا، ورومانيا.

الخسائر البشرية في الحرب العالمية الأولى

بلغ عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى عشرين مليون قتيل، حيث تسببت الحرب في خسائر بشرية كبيرة حيث لقي أكثر من 8.5 ملايين جندي مصرعهم و20 مليون جريح، وقتل أكثر من 13 مليون مدني، وأسر أكثر من 29 مليون شخص منهم مدنيون، وتكبد الجيش الصربي أكبر الخسائر بخسارة ثلاثة أرباع جنوده (130 ألف قتيل و135 ألف جريح).

تسببت الحرب أيضا بأسر 6 ملايين سجين، ووضع 20 مليون مدني تحت الاحتلال عام 1915، ولجوء أكثر من 10 ملايين في جميع أنحاء أوروبا، ورملت الحرب 3 ملايين امرأة، ويتمت 6 ملايين طفل.

zarkachat

كاتب ومحرر لدى موقع Zarkachat.com، متخصص في تقديم محتوى متنوع يغطي أحدث الأخبار والموضوعات التقنية والتعليمية والترفيهية. يسعى إلى تزويد القارئ بمعلومات دقيقة وموثوقة بأسلوب بسيط ومفهوم، مع الحرص على تقديم محتوى يواكب اهتمامات الجمهور العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى